في حالة حدوث أي حادث، من الضروري فحص المصاب بعناية لمراقبة العلامات الحيوية وتفقد جميع أجزاء جسمه، فقد يُبتر جزء أو طرف منه دون أن تلاحظ، مثل الأصبع أو اليد أو الأذن. هذا ما يُعرف بالجروح النزعية، حيث يُنزع جزء من الجسم بسبب إصابة. تحدث هذه الإصابات نتيجة حوادث مختلفة مثل حوادث السير أو استخدام الآلات أو الاعتداءات.
قد يكون البتر كاملاً (قطع جزء من الجسم تماماً) أو جزئياً (جزء من الجسم لا يزال متصلاً بالجسم بشكل جزئي). إن إسعاف الجروح النزعية والاحتفاظ بالجزء المبتور يعد أمرًا بالغ الأهمية. قد يتمكن الأطباء من إعادة تثبيت

أنواع البتر أو الجروح النزعية

الأجزاء المبتورة بنجاح من خلال جراحة طارئة، ويعتمد نجاحها على عدة عوامل منها:

• نوع الجزء المبتور.
• حالة الجزء المبتور.
• الفترة الزمنية بين البتر والوصول للعناية الطبية.
• الصحة العامة للمصاب.

أهم أسباب الإصابة بالبتر (نزع جزء من الجسم):

تتنوع أسباب الإصابة بالبتر، وتشمل بعضًا من أهمها:

1. الحوادث:
• حوادث السيارات: تُعد حوادث السيارات من أهم أسباب البتر، خاصةً في الأطراف السفلية.
• الحوادث الصناعية: يمكن أن تحدث إصابات البتر في أماكن العمل بسبب الآلات والمعدات الخطرة.
• الحوادث المنزلية: يمكن أن تحدث إصابات البتر في المنزل بسبب الأدوات الحادة أو الآلات الكهربائية أو السقوط.

2. الإصابات:
• الإصابات الرياضية: يمكن أن تحدث إصابات البتر في بعض الرياضات، مثل كرة القدم وكرة القدم الأمريكية والتزلج.
• الإصابات الحربية: تُعد إصابات البتر شائعة بين الجنود في مناطق النزاع المسلح.
• الإصابات الناجمة عن العنف: يمكن أن تحدث إصابات البتر نتيجة للطعن أو إطلاق النار.

3. الأمراض:
• مرض السكري: يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية في القدمين، مما يزيد من خطر الإصابة بالغرغرينا وبالتالي البتر.
• أمراض الأوعية الدموية: يمكن أن تؤدي أمراض الأوعية الدموية، مثل تصلب الشرايين، إلى انسداد تدفق الدم إلى الأطراف، مما قد يؤدي إلى الغرغرينا والبتر.
• العدوى: يمكن أن تؤدي بعض أنواع العدوى إلى تلف الأنسجة وبالتالي البتر.

4. الأورام:
• الأورام السرطانية: يمكن أن تتطلب بعض أنواع السرطان، مثل سرطان العظام أو سرطان الأنسجة الرخوة، بترًا كجزء من العلاج.
• الأورام الحميدة: في بعض الحالات النادرة، قد تتطلب الأورام الحميدة الكبيرة أو العدوانية بترًا.

5. العيوب الخلقية:
• بعض العيوب الخلقية، مثل تشوهات الأطراف، قد تتطلب بترًا في وقت مبكر من الحياة.
لكن ما يهمنا هي موضوعنا هذا هو كيفية التعامل للإسعاف حالة البتر الناتج عن الحوادث و الاصابات و ليس الحالات التي تستدعي بتر جزء أو طرف من الجسم.

كيف نُسعف المصاب بالجروح النزعية ونعتني بالجزء المبتور؟

الاسعافات الاولية للجروح النزعية:

أجزاء الجسم الأكثر عرضة للبتر تشمل الأطراف (الأيدي، الأصابع، الأقدام) ويمكن أن تشمل أيضًا أجزاء من الأذن أو الأنف.
إسعاف الجروح النزعية يتضمن الخطوات التالية:

1. تأمين مجرى الهواء وفحص العلامات الحيوية (التنفس، النبض، والوعي) وإنعاشه إذا كان لا يتنفس.
2. إيقاف النزيف بالضغط المباشر على الجرح بضمادات أو قطعة قماش نظيفة، وتثبيت الجزء المبتور إذا كان لا يزال متصلاً.
3. إذا كان النزيف شديدًا ولا يمكن السيطرة عليه، يمكن استخدام عاصبة مؤقتة قبل موقع الجرح، لكن يجب تجنب استخدامها لفترة طويلة.
4. رفع المنطقة المصابة أعلى من مستوى القلب.
5. الاحتفاظ بالجزء المبتور بطريقة صحيحة.
6. التحقق من وجود إصابات أخرى مثل الكسور.
7. منع حدوث الصدمة برفع القدمين بشرط عدم وجود إصابات خطيرة في الرأس أو العنق أو الظهر.
8. إبقاء المصاب دافئًا لتجنب انخفاض درجة حرارته.
9. البقاء مع المصاب حتى وصول سيارة الإسعاف وتهدئته.

تضميد مكان التزيف

كيفية الاحتفاظ بالجزء المبتور:

1. تنظيف الجزء المبتور بضمادة نظيفة أو غسله بمياه نظيفة.
2. لف الجزء بقطعة قماش نظيفة ورطبة ووضعه في كيس بلاستيكي مغلق.
3. وضع الكيس في كيس آخر يحتوي على ماء مثلج.
4. لا تضع الجزء المبتور مباشرة في الثلج.
5. إذا لم يتوفر ماء مثلج، احتفظ بالجزء في مكان بارد بعيد عن الحرارة.

الاحتفاظ بالطرف أو الجزء المبتور أو المقطوع

• يجب أن نتذكر أن الاحتفاظ بالجزء المبتور في مكان بارد يمكن أن يحفظه لأكثر من 15 ساعة، بينما في مكان غير بارد لا يتجاوز 6 ساعات.
• يمكن إعادة ربط بعض الأجزاء المبتورة، خاصةً إذا تم الحصول على العناية الطبية في غضون ساعات قليلة من الإصابة.
• كلما زاد الوقت الذي يقضيه الجزء المبتور خارج الجسم، قلت فرص إعادة ربطه بنجاح.
• سيقوم الطبيب بتقييم الإصابة وتحديد ما إذا كان إعادة ربط الجزء المبتور ممكنًا

احتياطات هامة:

• حياة المصاب أهم من إنقاذ جزء من الجسم.
• الانتباه للإصابات الأخرى غير الظاهرة مثل النزيف الداخلي أو الصدمة.
• عدم محاولة إعادة الجزء المبتور لمكانه.
• عدم إهمال أي جزء منزوع مهما كان صغيرًا.
• استخدام العاصبة فقط في حالة عدم القدرة على السيطرة على النزيف وكانت حياة المصاب مهددة.

خطر الاصابة بالبتر او نزع جزء من الجسم:

بشكل عام، تشمل مخاطر إصابة البتر ما يلي:

• النزيف:
يمكن أن يحدث النزيف بعد البتر. يمكن أن يكون هذا النزيف خطيرًا إذا لم يتم السيطرة عليه بسرعة.
• العدوى:
تعد العدوى من أكثر المضاعفات شيوعًا بعد البتر. يمكن أن تؤدي العدوى إلى الحمى والقشعريرة والألم واحمرار وتورم حول الجرح. في الحالات الشديدة، يمكن أن تنتشر العدوى إلى مجرى الدم وتصبح مهددة للحياة.
• الألم:
يمكن أن يكون الألم شديدًا بعد البتر. يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الألم، ولكن قد يستمر الألم لبعض الوقت بعد تلقي العناية الطبية.
• التورم:
يعد التورم أمرًا طبيعيًا بعد البتر، ولكنه يمكن أن يكون شديدًا في بعض الأحيان. يمكن أن يساعد رفع الطرف المصاب وتطبيق كيس من الثلج على تقليل التورم.
• مشاكل الدورة الدموية:
يمكن أن تحدث مشاكل الدورة الدموية، مثل جلطات الدم أو ضعف تدفق الدم، بعد البتر. يمكن أن تؤدي هذه المشكلات إلى ألم وتورم وتغير لون الجلد وحتى فقدان وظائف الأطراف.
• مشاكل الأعصاب:
يمكن أن تتلف الأعصاب في منطقة البتر، مما يؤدي إلى الألم والخدر والضعف. في بعض الحالات، قد يكون تلف الأعصاب دائمًا.
• المشاكل النفسية:
يمكن أن يعاني الأشخاص الذين تعرضوا للبتر من مجموعة متنوعة من المشاكل النفسية، مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
• مشاكل وظيفية:
قد يفقد الأشخاص الذين تعرضوا للبتر بعض وظائف الأطراف، مما قد يؤثر على قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية. قد يحتاجون إلى استخدام أطراف اصطناعية أو أجهزة مساعدة أخرى للمساعدة في أداء هذه المهام.

وفي الختام، يجب الإسراع في إسعاف الجروح النزعية لأن نجاح إعادة الجزء المبتور يعتمد على سرعة الوصول إلى المستشفى.